في عصر التسويق الرقمي، أصبح المحتوى هو الملك. لكن السؤال الذي يطرحه العديد من المبدعين والمسوقين هو: لمن نصنع هذا المحتوى؟ للجمهور أم للخوارزميات؟ الإجابة التي يغفل عنها الكثيرون هي أن الأولوية دائمًا يجب أن تكون للجمهور، وليس فقط لتلبية متطلبات الخوارزميات.
قبل البدء في إنشاء أي محتوى، يجب أن تعرف جمهورك بشكل دقيق. الجمهور المستهدف هو قلب كل استراتيجية تسويقية ناجحة، ولهذا السبب يجب أن تكون أولويتك هي تقديم قيمة مضافة لهم من خلال محتوى يعالج مشاكلهم ويقدم حلولًا حقيقية.
تحليل اهتماماتهم: استخدم أدوات تحليل البيانات مثل Google Analytics وFacebook Insights لفهم ما يبحثون عنه.
التواصل المباشر: شارك في المحادثات مع جمهورك على وسائل التواصل الاجتماعي لفهم أسئلتهم واحتياجاتهم.
دراسة المنافسين: تعرف على أنواع المحتوى التي تعمل بشكل جيد مع جمهور مشابه لجمهورك.
الخوارزميات ليست ثابتة، فهي تتغير باستمرار لتلائم احتياجات المستخدمين وتجعل تجربة التصفح أكثر شخصية. إذا كنت تبني محتواك فقط على متطلبات الخوارزميات الحالية، فإنك تخاطر بأن يصبح محتواك غير ملائم بمجرد تحديث جديد.
الخوارزميات وُجدت لتحسين تجربة الجمهور، لذا إذا كنت تقدم محتوى يناسب جمهورك، فإن الخوارزميات ستعمل لصالحك تلقائيًا.
الخوارزميات تُفضل المحتوى الذي يتفاعل معه الناس. إذا كان محتواك ذو قيمة ويمس احتياجات جمهورك، سيحظى بمزيد من التفاعل وبالتالي سيتصدر محركات البحث بشكل طبيعي.
المحتوى الفعّال هو الذي يقدم حلولًا للمشاكل التي يواجهها جمهورك. سواء كان ذلك من خلال نصائح، إرشادات، أو خطوات عملية.
ابحث عن الأسئلة التي يطرحها جمهورك على منصات مثل Quora أو Reddit أو حتى في التعليقات على حساباتك. استخدم تلك الأسئلة لصياغة محتوى مفيد.
الجمهور يحب المحتوى الذي يلفت الانتباه. ابتكر أفكارًا جديدة وقدمها بطريقة مرئية جذابة باستخدام الإنفوجرافيك أو الفيديوهات.
شارك خبراتك وتجاربك الحقيقية مع جمهورك. المحتوى الذي يحمل لمسة شخصية يكون أكثر تأثيرًا.
على الرغم من أن الجمهور هو الأولوية، إلا أنه لا يجب تجاهل الخوارزميات تمامًا. إليك كيفية تحقيق التوازن:
استخدم كلمات مفتاحية بشكل طبيعي في النص.
اجعل العناوين والوصف الجذابين لتحسين نسبة النقر.
اهتم بسرعة تحميل موقعك وتجربة المستخدم.
اجعل محتواك سهل القراءة باستخدام الفقرات القصيرة والقوائم.
استخدم الصور ومقاطع الفيديو لتعزيز تجربة القارئ.
استخدم أدوات مثل Google Search Console لمتابعة أداء محتواك. إذا لاحظت أن بعض المنشورات تحقق أداءً ضعيفًا، حاول تعديلها لتلبية احتياجات الجمهور والخوارزميات.
الدراسات تُظهر أن المحتوى الإبداعي يمكن أن يزيد المبيعات بنسبة تصل إلى 20 مرة مقارنة بالمحتوى العادي. كيف؟
الجذب البصري: الجمهور ينجذب للألوان والتصميمات المبتكرة.
القصص المؤثرة: سرد القصص يجعل المحتوى أكثر إنسانية وارتباطًا بالجمهور.
التفاعل العاطفي: المحتوى الذي يلمس مشاعر الجمهور يكون أكثر تأثيرًا.
في النهاية، المفتاح لصناعة محتوى فعال هو أن تجعل جمهورك هو المقياس الأول لنجاحك. ركز على تقديم قيمة حقيقية، وعالج مشاكلهم، وكن مبدعًا. عندما تجعل الجمهور في قلب استراتيجيتك، ستجد أن الخوارزميات تعمل لصالحك بشكل تلقائي.